استهجن "بهلوانية" الموقف الروسي

اعتبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنّ الإدانة الواسعة لمقتل صحافيْين أجنبيْن في حيّ "بابا عمرو" بمدينة حمص (وسط وغربيّ سوريا)، يستوجب إدانة كاملة لجميع "الممارسات الوحشية" التي يرتكبها نظام بشار الأسد.

وأدان المرصد الحقوقي، في بيان رسمي، صباح الخميس 23/ فبراير، استهداف قوات النظام السوريّ للمركز الإعلامي للصحفيين والناشطين في حي "بابا عمرو" (جنوب غربي حمص)، ما أسفر عن مقتل الصحافية الأميركية ماري كولفن، والمصور الصحفي الفرنسي ريمي أوتليك، وإصابة ثلاثة صحافيين آخرين بجراح بعضُها خطيرة.

وأضاف أنّ على الجهات التي أدانت حادثة مقتل الصحافيين، أن تتحرك بصورة ملموسة، لإيقاف شلال الدم المتفجر في سوريا، لا سيما في أحياء حمص التي تُحاصر قوات الجيش النظامي بعضها منذ عشرين يومًا، وتستهدف أحياءها السكنية بالقذائف الصاروخية، وسلاح القنّاصة.

واستنكر المرصد تبرئة وزارة الإعلام السورية النظام من مسؤولية استهداف الصحافيين، منوّهًا إلى أنّ السلطات تحظر دخول الصحافيين إلى البلاد، وتضع عراقيل أمام حركتهم داخل المدن والأحياء المنكوبة، ما يضطرهم إلى المخاطرة بحياتهم لتوثيق ما يجري على الأرض.

كما استهجن إدانة الخارجية الروسية "البهلوانية" لحادثة مقتل الصحافييْن، في الوقت الذي تتنكر روسيا لحق الإنسان السوري بالحياة، وترفد آلة الموت الرسمية بالقوة لتقتل المزيد من المدنيين الأبرياء.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي، على أنّ ما وثقه من شهادات في "بابا عمرو" يُشير إلى أنّ قرابة خمسين ألف سوري هناك، يتعرّضون إلى "حرب وحشية" بدأت باقتحام الجيش النظامي للحيّ بتاريخ 5/فبراير الجاري، وشلّت جميع أشكال الحياة فيه.

ونوّه إلى أنّ القصف اليومي منذ ذلك التاريخ، أسفر عن مقتل 785 شخصًا في الحي، بينهم  ستون طفلًا، وقاد إلى تدمير 45 منزلًا، بعضها دُفن أصحابها تحت أنقاضها وما زالوا حتى اللحظة، فيما يحذّر شهود عيان من "مكرهة صحية" لعدم دفن عشرات الجثث المشوّهة، وأخرى ما زالت ملقاة في أزقة ينتشر فيها القناصة والمسلحون.

وطالب المرصد الحقوقي بضرورة فتح ممرات آمنة تُتيح نقل المساعدات الإنسانية إلى داخل أحياء حمص المحاصرة، حيث تنقطع مياه الشرب النظيفة منذ أيام، وبدأت المؤن الغذائية بالنفاذ، وفق تحذيرات الأهالي الذين ناشدوا أيضًا بإدخال سيارات الإسعاف والمعدات الطبية التي يؤدي غيابها إلى تعذيب الجرحى ووفاتهم.